أولا: في الكتاب المقدس
ان لفظة النعمة الإلهية والتي ترد بكثرة في العهد الجديد لم تختلقها المسيحية، بل نجدها مدّرجة في العهد القديم بصورٍ مختلفة وألفاظ متنوعة ، تدل على وعد الله لشعبه من جهة وعلى رجاء الشعب المنتظر تحقيق هذا الوعد من جهة ثانية . بالرغم من اختلاف الصور وتنوع الألفاظ التي تشير إلى النعمة الإلهية في العهد القديم، إلا أنها تجمع دائماً بين الله الذي يعطي والإنسان الذي ينال. فهي رحمة الله (حِيّن) التي تعطف على شقاء شعبه، وأمانته (حيسيد) وحنانه (ريحيم) الذي يفيض عليهم، وثباته في تعهداته لهم (إيميت)، وبره (تصيديق) الذي لا ينضب. هذه النعمة هي مبادرة مجانية قائمة على محبة الله، وأمانته لوعوده وتعهداته ، لا يمكن أن "تُشترى" بأي عمل كان ، كيف تُشترى وهي التي تمثل "غنى الطبيعة الإلهية بقدر ما تُعتلن للناس" .
لايمكننا أن نفهم مجانية النعمة على أنها مجانية غوغائية خالية من هدف، فهي لا تهب عشوائياً خيرات (نِعم) قد استغنت عنها. إنما هي فعل معر
_________________